هدية إلي صديقي المصباحي شفاه الله
عانا أخونا المصباحي الكاتب العام لمكتب المتقاعدين وعضو مكتب جامعة الفساد والإستبداد و التنكر للمناضلين الأوفياء المخلصين ، مع المرض . ورغم حضوره القوي و المتميز طيلة مسيرته النضالية والمسؤوليات الجسام التي تحملها كممثل للكهربائيين في اللجنة الرئيسية للمستخدمين لسنين عديدة أيام العز ، لم يحضي في محنته ولو بزيارة مجاملة من طرف أوغاد العصر النفاق الرديئ
رجل كبير يرقد في المستشفى، يزوره شاب كل يوم، ويجلس معه لأكثر من ساعة، يساعده على أكل طعامه، والاغتسال. ويأخذه في جوله بحديقة المستشفى، ويساعده على الاستلقاء، ويذهب بعد أن يطمئن عليه.
دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء، وتتفقد حاله، وقالت له: "ما شاء الله يا حاج؛ الله يخليلك ابنك او حفيدك يومياً بيزورك، ما في ابناء بها الزمن هيك". نظر إليها ولم ينطق، وأغمض عينيه، وقال لنفسه: "ليته كان أحد أبنائي.. "..
هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه، رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده وهدأته.. واشتريت له الحلوى، ولم احتك به منذ ذلك الوقت. ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي يزورنا كل يوم ليتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي؛ فأخذ زوجتي إلى منزله، وجاء بي إلى المستشفى للعلاج. وعندما كنت أسأله "لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟"
يبتسم ويقول: "ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي