الدكتاتورية النقابية التي جتمت علي مصيرعمال المكتب الوطي للكهرباء لسنين ولازالت هي، في غالبيتها، مخلوقات من ورق، تستمد جبروتها من خوف الناس أكثر مما تستمده من قوتها؛ هكذا عاش الكهربائيون في خوف مرتبط بهزيمتهم الداخلية أكثر من كونه مرتبطا بانتصار الإمعات المستبدة ،ففي بعض الأحيان كان إصرار مناضلي روش نوار و بعض المراكز على المظي قدما في احتجاجاتهم لنيل بعض الحقوق أو تحرير بعض أظرفة الزيادة في التعويضات حتي لا نفتري علي الأجور ، فإن البارون الأبدي الذي لا ننكر تضامنه , ورهطه كانوا يقفون مذعورين كالجرذان. ولو أن المناضلين تملكهم الخوف بعد أول تدخل تهديدي للبارون لكانوا اليوم يؤدون ثمن ذلك أضعافا مضاعفة .
النقابيون المستبدون صنعتهم الطبقة العاملة أكثر مما صنعوا أنفسهم. لقد كانوا في البداية مجرد قطط أليفة قبل أن يتحولوا إلى وحوش كاسرة ، فالعمال هم الذين أطعموهم وسقوهم ومدوهم بكل أسباب الحياة .
في المكتب الوطني للكهرباء ، من كان يتصور أن جماعة من الأميين ، الذي كانوا مجرد أمنيين بسيطين تحت إمرة البارون ( ألم يقل أحد منضريهم يوما بأنهم كانوا يتزينون للبارون كما تتزين العروس ليلة الدخلة ليرضي عنهم قائدهم ) ترقوا في مناصب المسؤولية في ظروف غامضة ، وتحولوا إلى زعماء مطلقين لا يجرؤ أحد على رفع الصوت أمامهم ، باستثناء زوجاتهم ، طبعا ؛ ومن كان يتصور أن من زكتهم الإذارة بقيادة مدير الموارد البشرية المعتوه لخدمة أجندتها ، اللذن إذعوا أنهم جاؤوا لإنقاذ الكهبائيين من " تسلط " رجل مريض اسمه محمد عبد الرزاق (رحمه الله )، سيبدؤا في تهريب الترقيات ولعق الأحدية للضفر بالتسميات الريعية ، ثم تحولوا إلى مافيا يعتبر أسلافهم تلامذة مقارنة لجشعهم ، مع العلم أن المرحوم خلف للكهربائيين إرثا إجتماعيا تفنن خلفة في الإجهاز عليه ،
و اليوم ، أن يوقد لمين وغيره النار في جسده المحروق ظلما فلن يتني من بنوا " مجدهم الزائف علي حساب وحقوق الٱخرين من المضي قدما في مخططاتهم الإنتفاعية . إنها تقافة متجدرة في المكتب تستلزم حزما إسوة بمواقف رجال روش نوار الشجعان وغير ذلك ما هو إلا هراء في هراء
من الذي صنع هؤلاء الخونة الإنقلابيين علي الشرعية ، إذن ، غير تلك الاستكانة المبالغ فيها للكهربائيين الذين أطعموهم وسقوههم كما لو كانوا يطعمون وحشا أليفا ، لكنهم تناسوا أن الوحش الصغير والأليف الذي يرضع الحليب في بداياته الأولى سيتغذى على لحومهم بعد أن يكبر.
العمال الذين يطعمون المتطفلين النقابيين لزمن طويل ، يؤدون ثمنا باهظا