فاتح ماي بين النقابات وحركة 20 فبراير
نورالدين لشهب.
قد يتساءل زعيم نقابي " خضارت ليه الدبانة" ويزايد على الشباب قائلا: من هم هؤلاء الطبالة والغياطة والملحدين والمتطرفين حتى يخضعوننا إلى مطالبهم؟ يمشيو أولا يطلعو سراولهم أولا وعاد يجيو يتكلمو معنا..نحن زعماء، نحن قيادات سياسية بغطاء نقابي، نحن لنا شرعية ومشروعية، نحن النقابات الأكثر تمثيلية... نحن لنا مستشارون، نحن نجلس للتفاوض مع الوزير الأول المحترم، وأرباب العمل والشركات والضيعات الفلاحية للوبي الاستعماري بالمغرب، حتى لا نقول الإقطاعيين، نحن أكبر سنا وتجربة وحكمة وتحكما، وهم شباب طائش يلزمه احترامنا وتقديرنا، ولا خير في من لم يوقر كبيرنا، نحن حصلنا على مواقعنا بنضال يشهد عليه الجميع، حنا وااااعرين.
هذه النقابات قد أضاعت اللحظة التاريخية المفصلية في سياق النهضة التغييرية الحقيقية.
لماذا؟
لأن النقابات هي جزء من ثقافة مخزنية في بنيتها التكوينية، وفي نسقها التنظيمي، فكل النقابات لا تطبق الديمقراطية الداخلية، وكل قياداتها هرمة وشائخة وفاسدة بشهادة الأعضاء والمنسبين، إلا من رحم ربك، لأن النقابات يكرهها الشعب ولم يعد يثق فيها، كل الخلافات الموجودة مابين النقابات لا تقاس بفكر ولا أيديولوجية ولا برنامج نقابي مطلبي مميز، فكل القيادات تقريبا هجرت الفكر والثقافة وأصبحت تبحث عن مصالحها الشخصية
فحينما يطالب قيادي نقابي بإصلاحات وتنعم النظر في حاله وتجد بأنه سجل ممتلكات النقابة في ملكيته الخاصة، فهذا القيادي لا فرق بينه وبين رموز الفساد الذين يرفع شباب حركة 20 فبراير صورهم في المظاهرات والمسيرات، وحين يطالب نقابي آخر بملكية برلمانية وحكومة يختارها الشعب، فهو منافق كذاب أشر، لأنه لم يتغير هو من قيادة النقابة منذ القرن الماضي، وإذا سألت أي نقابي عما يميز نقابته عن النقابة الأخرى فلن يجيبك جوابا صريحا صادقا بأنه منتفع مما يحسبه تعددا نقابيا، بل سيتحدث حديث العجائز الذي لم يعد يصدقه شباب اليوم.