Forum Social Mondial de Dakar

يعتبر المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يجتمع مرة كل سنتين، الرد العملي للحركة الاجتماعية العالمية ضد الحركة الرأسمالية من خلال منتداها الاقتصادي بدافوس. إن كان هذا الأخير يجمع المتحكمين في شرايين المال والاقتصاد الكوني، فإن المنتدى الاجتماعي العالمي استحدث ليكون قوة اقتراحية ضد الجشع العولمي الصاعد، الذي يهدد السلم العالمي، كما يهدد البيئة والطبيعة والحياة على هذه الأرض إجمالا؛
استضافت دكار الدورة الخامسة للمنتدى الاجتماعي الذي جمع في ستة أيام أكثر من 60 ألفا مشاركا يمثلون 150 دولة جاؤوا ليؤكدوا أن "عالما آخر، ممكن"؛
وقدر الله أن تنعقد هذه النسخة من المنتدى بعد انتصار ثورة الشعب التونسي البطل، وفي أثناء ثورة الشعب المصري الشجاع، فكان أن ألهم الشعبان العربيان دول العالم نموذجا جديدا للتغيير يعلن: أن التغيير تصنعه الشعوب المريدة للحرية والعدالة الاجتماعية بسلاح العزم والتضحية دون عنف أو تخريب، فتحول المنتدى العالمي بهذا الحافز إلى خلايا نحل منتصبة في جميع الكليات التابعة لجامعة الشيخ أنطا ضيوب في تناغم عجيب، منظمات متنوعة التخصصات والاهتمامات يجمعها هم واحد: التضامن الكوني من أجل غد أفضل تصنعه الأمم المتحررة من ربقة التخلف والجهل والخوف من قوى الظلام والجشع الشيطاني؛
التحام عجيب، ذابت فيه الجنسيات واللغات والانتماءات والإيديولوجيات، ليحل محلها انتماء واحد وصوت واحد يقول: "الشعب، يريد تغيير الفوضى"، تغييرا يبحث في الأساليب التحررية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية والتعليمية والتربوية والفنية والطاقية ... كل هذه المحاور نوقشت باستفاضة استمع فيها الحاضرون لوجهات نظر الشعوب الممثلة في المنتدى الاجتماعي العالمي؛ وخرجوا بخلاصة عامة تقول: "الحرية حق يُنتزع، وتنمية تُخترع، وقوة شعبية لا تُبتلع"؛