إن تشغيل أبناء العمال في المكتب الوطني للكهرباء مكتسب وليس حكرا على أبناء الأطر النقابية إنما تدبير شأنها في يد الكاتب العام للجامعة و"من معه" لهذا تجد هؤلاء المناضلون المؤتمنون على حقوق العمال يستغلون نفوذهم في استفادتهم بهذه المكتسبات قبل أي عامل " اللهم ارحمني عاد ارحم والدي" غير مدركين أبدا أن تلك المكتسبات أمانة في عنقهم وعليهم أن يؤدوها لأصحابها بالعدل وأن النضال عمل تطوعي وحقوق العمال أمانة فإن كل تعاليم وأحكام الإسلام تصب في خانة الأمانة . . فالدين الحق أمانة عند المسلم فلا يجوز له أن يخون دينه، ولذلك يقول الحق سبحانه: “يا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ . وَاعْلَمُواْ أَنمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَن اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ” . . ولأهمية الأمانة في ترسيخ أصول العقيدة وتثبيت الإيمان يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه “لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له” .
فيا أيها المسؤولون النقابيون
إن جوارح الإنسان أمانة وهو مطالب بألا يستخدمها إلا في طاعة الله وفي كل خير، والمال الذي تحت أيديكم أمانة فلا ينبغي أن يستغلوه في معصية الله أو أن تكتسبوه من غير وجوهه الشرعية، وأبناؤكم أمانة فيجب عليكم أن يحسنوا تربيتهم وتعليمهم وتوجيههم، وشريعة الله أمانة والمسلم مطالب في كل الأحوال بالوقوف عند حدودها وعدم الخروج على أحكامها . .
ولذلك فإن الأخ زروال بصفته أخ مسلم ملتزم والمسؤول الأول ثم باقي أعضاء الجامعة الوطنية لعمال الطاقة مطالبون بالأمانة في نقل الأحكام الشرعية للعمال ,فإن هناك ظواهر سلبية و شائعة في إداراتنا وفي نقابتنا تكشف عن تلاشي قيمة الأمانة في حياة هؤلاء المسؤولين ومن أبرز هذه الظواهر هناك الرشوة التي انتشرت في قطاعنا والتي تعد أبشع صور خيانة الأمانة . . وهناك أيضا استغلال النفوذ لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية . . كل هذه الظواهر السلبية التي شاعت في حياتنا الآن هي بسبب غياب الأمانة فاتقوا الله في أموالكم وأولادكم فلما توظفوا أبناءكم بدل أبناء العمال المحتاجين واليتامى فهذا ظلم في حق أبنائكم بالدرجة الأولى (لأنه كيف تفعلوا بأبناء الناس يفعل الله بابنائكم)وكيف تدين تـــدان.